العالم

هل قُتل أحمد الدجوي؟

رغم ما جرى تداوله حول انتحار رجل الأعمال الشاب أحمد الدجوي، إلا أن الوقائع التي كشفتها التحقيقات الميدانية وتقارير المعاينة الأولية لموقع الحادث، تسرد سيناريو مختلفًا تمامًا، وتفتح الباب على مصراعيه أمام فرضية القتل العمد، وسط تزايد الشبهات وغياب أي دليل يدعم فرضية الانتحار، وذلك بناءا على ما قاله شقيقه عمرو الدجوي.

مسرح الجريمة يروي تفاصيل مريبة

ثبت من المعاينة أن الباب الخلفي لغرفة “الدريسنج روم”، حيث وقعت الحادثة، كان مفتوحًا، وهو ما لا يتماشى مع سلوك من يُقدم على الانتحار، الذي غالبًا ما يُغلق الأبواب والنوافذ قبيل تنفيذ فعلته.

تم العثور على آثار بارود في اليد اليسرى للقتيل، رغم كونه ليس أعسر، مما يعزز احتمالية استخدام شخص آخر للسلاح. وفي الوقت ذاته، وُجدت آثار بارود أيضًا في اليد اليمنى، ما يزيد من احتمالية حدوث مقاومة أو تدخل طرف ثالث.

أحمد الدجوي وشقيقه عمرو الدجوي

كما كشفت المعاينة وجود ثلاثة فوارغ طلقات نارية في الغرفة، وهو ما يُسقط تمامًا فرضية الانتحار التي عادة ما ترتبط باستخدام طلقة واحدة فقط.

الكدمات والتورم الشديد في اليد اليسرى يشير إلى أنها كانت محور الاشتباك، في حين أن الإصابة النارية أثّرت على الجانب الأيسر من الرأس، رغم أن القتيل يستخدم يده اليمنى، وهو ما يُناقض فرضية إطلاق النار الذاتي.

الأمر اللافت أيضًا أن الجثة وُجدت بملابس رسمية، وكان القتيل على وشك حضور اجتماع مهم في نفس اليوم، ما يتنافى كليًا مع فكرة الإقدام على الانتحار المفاجئ.

استقرار نفسي وغياب أي دوافع للانتحار

بحسب الشهادات القريبة وتحقيقات النيابة، لم تُسجل على أحمد الدجوي أي سلوكيات مضطربة أو أعراض نفسية غير معتادة قبل وفاته. بالعكس، كان ملتزمًا بجداول عمله، نشيطًا، ويمارس الرياضة بانتظام.

الوفاة حُددت زمنيًا بين الواحدة والنصف والثالثة عصرًا، وهي فترة كانت مجدولة لاجتماعات عمل، ما يجعل توقيت الوفاة نفسه مثار شك.

غرفة “الدريسنج” وُجدت مغلقة من الداخل، في وقت لم يكن فيه بالمنزل سوى ابنته والخادمة، مما يطرح تساؤلات عديدة حول كيفية إغلاق الباب، وما إذا كان ذلك مقصودًا لإيهام المحققين بفرضية الانتحار.

أحمد الدجوي مع إبنته

المعطيات الفنية والطبية تُربك السيناريو الرسمي

التحقيقات الفنية أثبتت أن العيار الناري أُطلق من مسافة تتراوح بين 20 و50 سنتيمترًا، وهي مسافة لا تتناسب مع طلقات الانتحار التي تتم غالبًا من مسافة ملاصقة.

الطلقة دخلت من الفم وخرجت من منتصف الرأس، وهي طريقة نادرة في حوادث الانتحار، ما يُضيف مزيدًا من الغموض على كيفية وقوع الحادث.

تحليل العينات الحشوية كشف عن وجود مهدئ ومنظم لضربات القلب داخل الجسد، دون وجود أي أثر لأدوية نفسية، ما يُبعد تمامًا فرضية الانتحار بسبب اضطرابات عقلية أو اكتئاب.

قرائن داعمة لفرضية القتل العمد

في الليلة السابقة للوفاة، لاحظ القتيل وجود سيارة مشبوهة تلاحقه، كما أبلغ مقرّبين منه بتلقي تهديدات مباشرة من خصوم، مؤكدًا أن “الدم أصبح بيننا”.

شهادة أحد الجيران تؤكد سماع صوت مشاجرة صاخبة من داخل المنزل، رغم عدم تواجد أي زائر حسب أقوال الأسرة.

بعد الحادث، اختفت حقيبة يد القتيل التي كانت تحتوي على هواتفه المحمولة، إلى جانب اختفاء حاسوبه المحمول (اللابتوب)، وهو ما يُثير الشكوك حول إخفاء أو سرقة معلومات مهمة.

جهاز DVR الخاص بكاميرات المراقبة كان يعاني من أعطال متكررة في الأسابيع الأخيرة، مما يُحتمل معه التلاعب المتعمد في تسجيلات المراقبة.

زوجة القتيل أفادت بأنها وجدت كميات كبيرة من أدوية مخدرة مصرية المنشأ في مسرح الجريمة، رغم أن أحمد لم يكن يفتح حقيبته، ولا يتعامل مع هذه الأنواع من الأدوية، خصوصًا مع كثرة سفره واعتماده على أدوية أجنبية.

موعد كان من الممكن أن يغير كل شيء

في يوم الحادث، كان من المفترض أن يلتقي أحمد الدجوي بعدد من الوسطاء لحضور جلسة صلح، كان من المتوقع أن تضع حدًا للنزاعات والتهديدات التي تلقاها سابقًا. لكن القدر لم يمهله الوقت، وأُسدل الستار على حياته في ظروف لا تزال غامضة حتى اللحظة، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات النهائية والتي سيتم الكشف عنها في Ok! Arabia، فتابعونا خلال الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock