يانيك سينر يثأر من ألكاراز ويعتلي عرش ويمبلدون للمرة الأولى

في مشهد تاريخي من قلب ملعب “سنتر كورت” العريق، نجح الإيطالي يانيك سينر، المصنف الأول عالميًا، في فك عقدته أمام الإسباني كارلوس ألكاراز، المصنف الثاني، وأطاح به من عرشه ليتوّج بلقبه الأول في بطولة ويمبلدون، ثالث البطولات الأربع الكبرى “غراند سلام”، بعد فوزه عليه في النهائي بنتيجة 4-6، 6-4، 6-4، 6-4.
نهاية سلسلة هزائم مؤلمة.. وولادة بطل جديد على العشب
هذا الفوز لم يكن مجرد لقب، بل حمل بين طيّاته معنى الثأر الرياضي والرد على سلسلة من الخيبات التي لاحقت سينر في مواجهاته مع ألكاراز. فقد خسر اللاعب الإيطالي آخر خمس مباريات متتالية أمام منافسه الإسباني، بينها الهزيمة الدرامية في نهائي رولان غاروس الشهر الماضي، في مباراة ملحمية استمرت لأكثر من خمس ساعات (5 ساعات و29 دقيقة)، وانتهت بخسارته بخمس مجموعات في واحدة من أكثر النهائيات تعبًا وإثارة في تاريخ البطولة الفرنسية.
إلا أن سينر عاد هذه المرة أكثر جاهزية وتركيزًا، ونجح في قلب الطاولة على ألكاراز بعد خسارته للمجموعة الأولى، مقدمًا أداءً فنيًا راقيًا جمع بين القوة الذهنية واللياقة العالية، ليحرز ثلاث مجموعات متتالية ويحسم اللقب لصالحه، مُثبتًا أنه أصبح اليوم لاعبًا لا يُقهر على الملاعب الكبرى.

يانيك سينر يحصد لقبه الرابع في البطولات الكبرى
بهذا الإنجاز، يضيف سينر اللقب الرابع في مسيرته في بطولات الغراند سلام من أصل خمس نهائيات خاضها حتى الآن، في مؤشر قوي على ثبات مستواه وقدرته على المنافسة في مختلف أنواع الملاعب، سواء الترابية أو الصلبة أو العشبية. كما عزّز موقعه في صدارة التصنيف العالمي، مؤكدًا أنه لا يعتلي القمة بالأرقام فقط، بل بالأداء الحاسم في اللحظات الكبرى.
ألكاراز يفقد الهيمنة.. ويمبلدون تودّع بطلها التاريخي
في المقابل، تلقى كارلوس ألكاراز خسارة قاسية حرمتْه من تحقيق إنجاز نادر يتمثل في التتويج بلقب ويمبلدون ثلاث مرات متتالية، كما أُجهضت محاولته لانتزاع لقبه السادس في بطولات الغراند سلام، وهو لا يزال في مطلع العشرينات من عمره.
ورغم الأداء القوي الذي قدمه في المجموعة الأولى، إلا أن ألكاراز لم يستطع مجاراة ثبات سينر الذي تفوق عليه من حيث التركيز وتنوع الضربات وطول النفس، مما جعله يكتفي بالمركز الثاني هذه المرة.

صراع جديد في أفق التنس العالمي
تشير هذه المواجهة إلى بداية فصل جديد في صراع الجبابرة بين سينر وألكاراز، وهما لاعبان يمثلان جيلًا شابًا يُنتظر منه أن يسيطر على بطولات التنس الكبرى في السنوات المقبلة. ومع تراجع حضور أساطير العقد الماضي، مثل نادال وفيدرر وديوكوفيتش، يبدو أن الجمهور على موعد مع حقبة من التنافس المحتدم بين سينر وألكاراز، اللذين قد يصنعان ما يُعرف بـ”الكلاسيكو الجديد” في عالم الكرة الصفراء.