موسيقى

"ابتدينا"... حين يغني عمرو دياب تبدأ الموسيقى من جديد

في لحظة طال انتظارها، عاد الصوت الذي يختصر عمر الأمل، الفنان المصري عمرو دياب، ليطلق ألبومه الغنائي الجديد “ابتدينا”، وبه يبدأ فصلٌ جديد في روايته الموسيقية الخالدة، التي تسير بخطى ثابتة منذ أربعة عقود.
إنه ليس مجرد ألبوم، بل ميلاد نغمة، وعودة إيقاعٍ يحمل توقيع نجمٍ يعرف كيف يصنع الحدث، وكيف يُمسك بزمام الذوق العربي في كل مرة يقرّر أن يبوح بما في قلبه من موسيقى.

ابتدينا لـ عمرو دياب
ابتدينا لـ عمرو دياب

ابتدينا .. بداية جديدة بلغة مختلفة

“ابتدينا” ليس فقط عنوانًا، بل إعلان حياة.
الألبوم، الذي يُعد أول تعاون رسمي بين عمرو دياب وشركة الإنتاج العالمية “سوني ميوزيك، جاء بعد غيابٍ اقترب من عامين، لكنه حمل في تفاصيله عُمق السنين وجرأة البدايات.
في هذا العمل، لم يُراهن دياب على نجاحٍ مضمون، بل على نغمةٍ متجددة، وعلى عائلة الفن، حين قرر أن يصنع دويتو مع فلذتين من قلبه: ابنته جنا في أغنية “خطفوني، وابنه عبدالله في “يالا، ليكون أول ألبوم في تاريخه يتضمن ديو مزدوج مع أولاده، منذ “قمرين” عام 1999.

مزيج من العاطفة والجرأة والحنين

في أغنيتي “خطفوني” و”يالا”، حمل عمرو دياب صوت الجيل الجديد، ونسج الكلمات بلغة أقرب إلى أبنائه منها إلى جمهوره المعتاد. كلماتٌ عفوية، وإيقاعاتٌ تشبه خطوات المراهقين على حافة الحب الأول.

ولأنه لا ينسى جمهوره العريض، عاد أيضًا إلى جذوره الشعبية، فقدم أغنيتي “هلونهم من كلمات أيمن بهجت قمر، و”قفلتلي اللعبة” للشاعر مصطفى حدوتة، بينما استعاد الإيقاع الصعيدي الجذاب في “بابا، وكأنها تحية لمدنه القديمة التي نشأ منها صوته.

عمرو دياب وعمرو مصطفى وتامر حسين
عمرو دياب وعمرو مصطفى وتامر حسين

عودة الأحباب وظهور الوجوه الجديدة

ما بين صفحات “ابتدينا”، يعود الملحن عمرو مصطفى ليرافق الهضبة مجددًا في أغنية “خطفوني”، والتي اختيرت لتكون الأغنية الرئيسية (الهيد) للألبوم، بعد سنوات من الفتور الفني بينهما. كما يعود الشاعر أمير طعيمة من بوابة أغنية “حبيبتي ملاك”، بعد انقطاع دام أربعة عشر عامًا، منذ أن كتب له “معاك برتاح” في ألبوم “بناديك تعالى”.

وفي المقابل، فتح دياب الباب لأصوات وأقلام جديدة، من بينها الشاعرة منة عدلي القيعي التي وضعت توقيعها النسائي الحساس على أغنية “يابخته، وكذلك الموزع شريف فهمي الذي أضاف لمساته على أغنية “شايف قمر.

عودة دياب إلى التلحين

لأول مرة منذ سنوات، يعود عمرو دياب ليضع ألحانه بنفسه، في أغنيتين تحملان ملامحه الموسيقية الخاصة: ارجعلها من كلمات الشاعر القدير بهاء الدين محمد، و**”حبيبتي ملاك”** التي شارك في تلحينها مع الموزع أحمد إبراهيم، في تجربة تؤكد أن الهضبة لا يكتفي بالغناء، بل يخلق الأغنية من أول حرف حتى آخر نغمة.

15 أغنية… ومجموعة من الأسماء اللامعة

ضم الألبوم 15 أغنية توزعت كالتالي:
خطفوني – يالا – ماليش بديل – ارجعلها – دايمًا فاكر – شايف قمر – ابتدينا – يابخته – هلونهم – حبيبتي ملاك – بابا – ماتقلقش – خبر أبيض – قفتلي اللعبة – إشارات.

وتعاون عمرو دياب في هذه الأغنيات مع نخبة من شعراء الأغنية العربية، أبرزهم: تامر حسين، بهاء الدين محمد، محمد القاياتي، منة عدلي القيعي، أيمن بهجت قمر، ملاك عادل، ومصطفى حدوتة.
أما الألحان فحملت تواقيع مبدعين مثل: عمرو مصطفى، عزيز الشافعي، إسلام زكي، شادي حسن، ومحمد يحيى.
وتوزّع العمل موسيقيًا بين كبار الموزعين: أسامة الهندي، أحمد إبراهيم، عادل حقي، توما، شريف فهمي، ووسام عبد المنعم.

ما بعد “ابتدينا”… هل يبدأ عمرو دياب زمنًا جديدًا؟

بألبوم “ابتدينا”، يفتح عمرو دياب كتابًا جديدًا من موسيقاه، ليس فقط لأنه يتعاون فيه مع أبنائه، أو لأنه يربط الحاضر بالماضي، بل لأنه يثبت مرة أخرى أن النجم الحقيقي لا يُقاس بعدد السنوات، بل بقدرته على التجدد، ومخاطبة كل الأجيال في الوقت ذاته.

في كل أغنية من “ابتدينا” قصيدة غير مكتوبة، وحكاية قد تكون عن الحب، أو الغياب، أو العودة، لكنها في النهاية تُروى بصوت عمرو دياب… وهذا يكفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock